عندما يتحول التصميم البسيط إلى أداة لحماية العلامة التجارية وكسب ثقة المستهلك..

أطلقت شركة هاينز حملة تسويقية مبتكرة تحت عنوان “هل هذا هاينز؟”، جاءت كرد فعل ذكي على ظاهرة انتشرت في بعض الأسواق، خاصة في تركيا، حيث لاحظت الشركة أن بعض المطاعم وعربات الطعام تعيد تعبئة زجاجات الكاتشب الأصلية بمنتجات أرخص من علامات تجارية أخرى، ظنًا منها أنها توفر على نفسها التكلفة، لكن ذلك كان يضر بصورة العلامة التجارية وجودة المنتج في نظر المستهلك.

استندت الحملة إلى فكرة بسيطة لكنها ذات تأثير قوي؛ فقد قامت هاينز بتحديد اللون الدقيق لكاتشبها باستخدام نظام ألوان Pantone، ثم أضافت هذا اللون كإطار رفيع على ملصق الزجاجة، بحيث إذا لم يكن لون الكاتشب داخل الزجاجة مطابقًا لهذا الإطار، فهذا مؤشر واضح على أن المنتج داخل الزجاجة ليس الأصلي. ولم تكتفِ الشركة بذلك، بل طورت فلترًا تفاعليًا على منصة إنستغرام، يسمح للمستهلكين بفحص لون الكاتشب داخل الزجاجة ومقارنته مع لون الإطار، ليصبحوا بذلك هم أنفسهم “محققي هاينز” القادرين على كشف حالات الغش.

وقد جاءت هذه الخطوة بعد أن لاحظت هاينز تراجعًا غير مبرر في مبيعاتها في بعض المناطق، إضافة إلى تقارير ميدانية تفيد بأن إعادة تعبئة الزجاجات بمنتجات أقل جودة أصبحت ممارسة شائعة. كان لا بد من مواجهة هذا التحدي بطريقة تجمع بين الابتكار والحفاظ على سمعة العلامة التجارية، وهو ما نجحت فيه الشركة عبر حملتها الذكية.

تُعد هذه الحملة نموذجًا ناجحًا لكيفية استخدام التصميم البسيط والابتكار في التسويق لحماية المنتج وتعزيز ثقة المستهلك، حيث لم تتطلب تغيير المنتج ذاته، بل مجرد تعديل بسيط في تصميم الملصق جعله أداة فعالة ضد الغش. وأسفرت الحملة عن تقليل عمليات إعادة التعبئة غير القانونية بنسبة وصلت إلى 73٪، وزيادة استخدام كاتشب هاينز الحقيقي في المطاعم بنسبة 24٪، ما يعكس مدى تأثير الفكرة وإيجابيتها على السوق.

في النهاية، تقدم هاينز عبر هذه الحملة درسًا مهمًا للعلامات التجارية حول أهمية الابتكار والشفافية في الحفاظ على مصداقية المنتج والارتباط الوثيق بالمستهلك، الذي بات شريكًا فاعلًا في حماية جودة ما يشتريه.