في عصر تتزايد فيه الحاجة إلى تفاعلات ذكية وأكثر دقة مع التكنولوجي. 

أطلقت جوجل خطوة جديدة نحو تطوير تجربة البحث بإتاحة “وضع الذكاء الاصطناعي AI Mode” في محرك البحث الخاص بها، ليصبح متاحًا الآن بأكثر من 35 لغة جديدة، من بينها اللغة العربية، ليغطي بذلك أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم.

تعتمد جوجل في هذا التوسع على نموذج الذكاء الاصطناعي المتطور المعروف باسم Gemini، الذي يتميز بقدرات متقدمة في فهم اللغة الطبيعية والتعامل مع محتوى متنوع الوسائط. هذه التقنية تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع محرك البحث بطريقة سلسة وطبيعية بلغاتهم الأم، مع استيعاب دقيق للفروق بين اللهجات المحلية، ما يجعل نتائج البحث أكثر دقة وملائمة للسياق الثقافي لكل منطقة.

يتميز نموذج Gemini بقدرات تحليلية متقدمة تسمح له بالتعامل مع أسئلة معقدة ومتعددة الأبعاد، مثل مقارنة المنتجات، التخطيط للرحلات، أو فهم تعليمات مفصلة بطريقة سهلة وواضحة.

كشفت جوجل أن AI Mode قد غيّر بالفعل طريقة تفاعل المستخدمين مع محرك البحث، حيث أصبحت الأسئلة المطروحة أكثر تفصيلًا وطولًا بثلاث مرات مقارنة بأسلوب البحث التقليدي، ما يعكس رغبة المستخدمين في استكشاف أعمق للمواضيع.

وتستخدم جوجل تقنية مبتكرة تُعرف بـ”توسيع طلبات البحث”، التي تقسم السؤال الرئيسي إلى عدة موضوعات فرعية، وتطلق عددًا كبيرًا من طلبات البحث المتزامنة نيابة عن المستخدم، مما يسمح باكتشاف محتوى أوسع وأكثر تنوعًا عبر الإنترنت.

يدعم هذا الوضع أيضًا التفاعل من خلال وسائل متعددة؛ إذ يمكن للمستخدمين طرح أسئلتهم باستخدام الصور، النصوص، الصوت، أو حتى مباشرة عبر الكاميرا، ما يجعل تجربة البحث أكثر تفاعلية وثراء.

بدأت جوجل في تطبيق هذا الوضع باللغة الإنجليزية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ أغسطس الماضي، واليوم يعد دعم اللغة العربية خطوة مهمة لتمكين الناطقين بالعربية من الحصول على إجابات دقيقة وعميقة تأخذ في الاعتبار الخصوصيات اللغوية والثقافية للمنطقة.

إلى جانب العربية والإنجليزية، أصبح الوضع يدعم عددًا من اللغات الأخرى مثل الفرنسية، الإسبانية، الألمانية، الإيطالية، البرتغالية، الهندية، الكورية، اليابانية، السويدية، الفيتنامية، التايلاندية، والإندونيسية، مما يعكس التزام جوجل بتوسيع رقعة خدمات الذكاء الاصطناعي لتشمل أكبر عدد ممكن من المستخدمين في مختلف أنحاء العالم.

ولا يخفى أن هذا التوسع يعكس تأثيرًا عميقًا في مجالات التسويق الرقمي وتحسين تجربة المستخدم، إذ يمكن للمسوقين وأصحاب الأعمال الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي هذه في فهم احتياجات جمهورهم بشكل أدق، تصميم محتوى مخصص وأكثر تفاعلية، وتحسين حملاتهم الإعلانية بناءً على بيانات موثوقة ومتعمقة. كذلك، يفتح AI Mode آفاقًا جديدة للمبدعين والباحثين لتوليد أفكار جديدة وتحليل بيانات أكبر بسهولة وسرعة. 

دعم العربية في AI Mode ليس مجرد تحديث لغوي، بل خطوة حقيقية نحو تمكين المستخدم العربي، وتعزيز حضوره في مشهد الابتكار الرقمي، بتجربة بحث أذكى، أعمق، وأقرب لاحتياجاته.