تخيل أن بإمكان العلماء الآن رؤية كل تفصيلة دقيقة في دماغ الإنسان كما لو كانوا يتصفحون خارطة ثلاثية الأبعاد حية.
ابتكر باحثون من كلية لندن الجامعية (UCL) أطلسًا دماغيًا جديدًا باسم NextBrain، يعتمد على الذكاء الاصطناعي لرسم خريطة ثلاثية الأبعاد فائقة الدقة للدماغ البشري. هذا الابتكار يمكن العلماء من التعرف إلى مئات المناطق الدقيقة التي كانت مستترة سابقًا في صور الرنين المغناطيسي التقليدية، ويتيح دراسة البنى الدماغية الصغيرة التي تلعب دورًا أساسيًا في العمليات العقلية، السلوك، وتطور الأمراض العصبية.
استند تطوير NextBrain إلى آلاف الشرائح المجهرية لأدمغة بشرية بعد الوفاة، والتي جُمعت بعناية وأُعيد تكوينها رقميًا، ثم قام الذكاء الاصطناعي بمطابقة هذه الصور مع صور الرنين المغناطيسي للأشخاص الأحياء، ليحقق مستوى غير مسبوق من الدقة في التعرف على 333 منطقة دماغية.
وقد أظهر الأطلس الجديد قدرة فائقة على تحليل صور الرنين المغناطيسي بسرعة وموثوقية عالية، متفوقًا على الأدوات التقليدية، وهو ما يمهد الطريق لفهم أعمق لتطور الدماغ، التشخيص المبكر للأمراض التنكسية مثل الزهايمر، وتطوير علاجات مبتكرة.
وفقًا للباحثين، فإن إتاحة هذا الأطلس للعلماء حول العالم يمكنهم من رصد العلامات الأولية للأمراض العصبية قبل ظهور الأعراض، ويزيد من فرص اكتشاف طرق جديدة للعلاج والوقاية. باختصار، يمثل NextBrain خطوة ثورية في علوم الأعصاب، جاعلاً الدماغ أكثر وضوحًا وفهمًا من أي وقت مضى، بفضل دمج الذكاء الاصطناعي مع الدقة العلمية العالية.