هل يمكن لشركة بُنيت على ثورات متتالية… أن تواجه أكبر تحول في تاريخها دون أن تهتز؟
هذا هو السؤال الذي يرافق Apple اليوم، مع اقتراب لحظة رحيل تيم كوك، الرجل الذي حول “الاستقرار التشغيلي” إلى أحد أعظم محرّكات النجاح في تاريخ الشركة، وجعل الهدوء لا يقل قوة عن الابتكار نفسه.

فبعد أكثر من عقد ارتفعت خلاله قيمة Apple إلى مستويات غير مسبوقة، وبلغت أجهزتها مرحلة من النضج يصعب منافستها، تدخل الشركة اليوم مرحلة دقيقة: مرحلة لا يكفي فيها تحسين منتج قائم أو تطوير سلسلة ناجحة، بل يتعيّن فيها إعادة التفكير في شكل التكنولوجيا نفسها.
صعود الذكاء الاصطناعي، تباطؤ سوق الهواتف الذكية، ضبابية مستقبل الأجهزة، وتأجيل مزايا Apple Intelligence… كلها إشارات إلى أن الطريق أمام الرئيس الجديد لن يشبه ما مضى من تاريخ الشركة.

لقد بنى كوك إمبراطورية متماسكة حول آيفون، وأقام منظومة تدر مليارات من الخدمات والملحقات، لكنه ترك خلفه سؤالًا حتميًا: هل تستطيع Apple الاستمرار بالأسلوب نفسه في عالم تُعاد صياغته بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ أم أن العودة إلى “روح المغامرة” ستصبح ضرورة لا خيارًا؟

ومع تزايد التقارير التي تشير إلى أن جون تيرنوس قد يكون الخليفة المحتمل، تبدو Apple على مفترق طرق:
إما أن تعيد ابتكار نفسها وتدخل سباقات جديدة من الروبوتات إلى الأجهزة المعتمدة كليًا على الذكاء الاصطناعي
وإما أن تتراجع تدريجيًا بينما تعيد شركات مثل OpenAI وMeta وTesla رسم حدود ما يستطيع المستخدم فعله بعيدًا عن شاشة الهاتف.

المرحلة المقبلة ليست مجرد انتقال إداري… بل لحظة اختبار حقيقية لجوهر Apple: هل كانت الشركة عظيمة بسبب منتجاتها، أم بسبب قدرتها الدائمة على بدء الثورة التالية؟