هل هذه الأدوات لصناعة وعي أذكى، أم لمجرد إثارة ضحكة مؤقتة؟
ظهر ترند جديد على منصة “تيك توك” حمل في محتواه جرعة من الذكاء الاصطناعي في زمن تتقاطع فيه التكنولوجيا مع الحياة اليومية بشكل غير مسبوق والكثير من الجدل وهي “خدعة المتشرّد بالذكاء الاصطناعي Homeless AI Prank” — ليست مجرّد مزحة عابرة، بل ظاهرة جديدة تكشف عن الوجه المربك أحيانًا لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في المحتوى الرقمي.
تعتمد الخدعة على إنشاء صور شديدة الواقعية لأشخاص يبدو أنهم “مشرّدون” أو غرباء، وهم يجلسون داخل منزل لا يخصهم. يقوم المستخدمون بمشاركة هذه الصور مع أصدقائهم أو عائلاتهم، ليظنوا بأن هناك من اقتحم المنزل، قبل أن يكشفوا لاحقًا أن الأمر مجرد خدعة. الغرض؟ المزاح، التخويف، وإثارة تفاعل فيروسي.
لكن رغم الانتشار الكبير لهذه “النكتة الرقمية”، إلا أن ردود الأفعال لم تكن كلها ضاحكة. فقد عبّر عدد كبير من المستخدمين عن انزعاجهم من المزحة، معتبرين أنها تستغل مشاعر الخوف والقلق، وتلامس حدود الخصوصية والأمان الشخصي. بل إن البعض وصفها بأنها “غير إنسانية”، خاصةً وأنها توظّف صورة “التشرّد” — وهي حالة اجتماعية مؤلمة — كمجرد أداة للترفيه.
من جهة أخرى، أثار الترند تساؤلات جدية:
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي لصناعة محتوى مثير للجدل، لكن قوة التأثير البصري و”الواقعية المخيفة” لما تُنتجه هذه الأدوات الجديدة تطرح تحديات كبيرة على مستوى الوعي المجتمعي، وحتى على صناع المحتوى أنفسهم.
في الوقت الذي تزداد فيه المنافسة على “الترندات” والمشاهدات، يصبح من الضروري أن نُعيد التفكير في نوعية المحتوى الذي نصنعه ونستهلكه. لأننا — شئنا أم أبينا — لا نتعامل فقط مع صور ومقاطع، بل مع أدوات قادرة على خلق واقع بديل
تابع RudIQ لتبقَ على اطّلاع بآخر اتجاهات الذكاء الاصطناعي، وتأثيراته على المحتوى الرقمي والمجتمع.