في باريس، لم تعرض مصر أزياءً فقط… بل عرضت هويتها.
في مشهد استثنائي جمع بين التاريخ والعراقة والحداثة، قدمت دار الأزياء المصرية “تمرازا” مجموعتها الجديدة “Avec Hatshepsut” ضمن فعاليات أسبوع الموضة في باريس، وذلك من قلب مقر إقامة السفير المصري في فرنسا. لم يكن الحدث مجرد عرض أزياء، بل كان نافذة على مصر برؤية معاصرة، حيث أعادت “تمرازا” تقديم الفرعونية كهوية بصرية يمكن تسويقها عالميًا.
استلهمت المجموعة روح الملكة حتشبسوت، أول امرأة فرعونية تتولى الحكم، لتظهر التصاميم بقصات قوية، وتفاصيل دقيقة تطلبت أكثر من 25,000 ساعة من العمل اليدوي، مع ألوان ترابية مستوحاة من أرض مصر. الأناقة هنا لم تكن سطحية، بل رسالة مُشفرة بالحضارة.
وراء العرض أيضًا شراكة استراتيجية بين “تمرازا” وشركة “سياك للتطوير العقاري”، في خطوة تعكس كيف يمكن للقطاع الخاص أن يسهم في دعم صورة مصر عالميًا. لم تكن الشراكة تقليدية، بل نموذجًا على أن الموضة يمكن أن تكون أداة تسويق وطنية، تفتح أبواب السياحة، والثقافة، والاستثمار معًا.
هذا الحدث لا يُعدّ مجرد إنجاز إبداعي، بل يُمثّل مثالًا حيًّا على كيف يمكن تسويق الدولة من خلال هويتها الثقافية والبصرية. ما قدمته “تمرازا” هو تجسيد عصري لمفهوم الهوية التجارية (Brand Identity) لمصر؛ حيث لم تكن التصاميم مجرد ملابس، بل لغة بصرية تنقل رسالة قوية عن القوة، والأصالة، والأنوثة الفرعونية. لقد أُعيد تقديم مصر ليس كوجهة سياحية فقط، بل كعلامة تجارية تمتلك من العناصر البصرية والرمزية ما يجعلها حاضرة بثقة في منصات العالم، دون أن تنطق بكلمة واحدة.
ما حدث في باريس لم يكن مجرّد عرض أزياء، بل خطوة مدروسة على طريق تحويل مصر من مجرد دولة ذات تاريخ… إلى دولة ذات هوية تجارية (Brand Identity). هوية يمكن تصديرها، التعبير عنها، وارتداؤها. وعندما تتحوّل الثقافة إلى لغة تسويق، تصبح الموضة وسيلة، والتاريخ مادة خام، والنتيجة: مصر تُروى من جديد… ولكن بأسلوب عالمي.